السبت، 1 أغسطس 2020

الحق في الإنتخاب..وماذا عن الحقوق الدستورية الأخري؟!!!


نشر بتاريخ : 27/4/2015



  سكن ضجيج إنتخابات التمديد للحاكم العسكري،و إعلام التضليل يردد في مثابرة الببغاء  طوال فترة الإنتخابات، وحتي الأن ،عن أن الإنتخابات حق دستوري ،لهذا يجب علي الشعب أن  ينتخب،دون أن يجتهد قليلا ويوضح لنا، كيف نأتمن من قام بانقلاب عسكري علي نظام ديمقراطي حر ومنتخب علي أصواتنا، وعلي عملية إنتخابات هو فيها الخصم والحكم؟!! ،وكيف ننافس من تسخر له كل مقدرات وإمكانيات  الدولة السودانية، ونطمح في أن تكون الإنتخابات متكافئة و شفافة ونزيهة؟!!.

 المهم أن ننتخب،هكذا يردد إعلام الإفك والتضليل، فالفائز بالإنتخابات معلوم قبل أن تبدأ،والسجل الإنتخابي معد لذلك ،وأوراق الإقتراع صممت لذلك ،وماعلينا الإ أن نكبد أنفسنا مشقة الوصول لأي من مراكز الإقتراع،حتي تكتمل فصول المهزلة،وفي حالة عدم القدرة علي الوصول الي أي من مراكز الإقتراع، فلن يضيع حقك في التصويت ،فهذا هو الحق الدستوري الوحيد الذي لايقبل تأجيلا أو مقاطعة أو أعذارا،ثق لن يضيع حقك،فهناك من ينوب عنك ليصوت لك، وإن كنت في ذمة الله،فالأموات لهم حق الإقتراع!! ،وربع قرن من عمر شعبنا بسيطة،ولم تعطي عرقوبا الوقت الكافي بعد، لينفذ كل أفكاره وسياساته و وعوده !!،فليمدد له بخمس سنوات عجاف، يتبعهن خمس عجاف إلي أن يريحنا ملك الموت، أو يريحنا نافخ الصور، أو يقول شعبنا كلمته، وهذا مانعمل له ونأمل.

   الإنتخاب حق دستوري ،لاشك في ذلك،ولكن ماذا عن الحقوق الدستورية الأخري ،كحرية التعبير والإعلام، وحرمة التعذيب ،والحق في الحياة الحرة الكريمة ،والحرية الشخصية ،والخصوصية ،وحق التقاضي، والمحاكمه العادلة ،والمساواة أمام القانون، والحق في التنظيم والتجمع، والعدالة الإجتماعية،بل إن هذه الحقوق منصوص عليها قبل حق الإقتراع في دستور السودان الإنتقالي للعام 2005،كما  أن أي انتهاكات لأي من هذه الحقوق، تجعل من حق الإقتراع حقا ناقصا ،لاتتوفر له كل الشروط اللازمة لتمامه وصحته.

   وعلي كل، نتمني أن نسمع من إعلام التضليل حرصا على الحقوق الدستورية  الأخري ، وأن لايتوقف حديثهم عن الحقوق عند هذه المحطة فقط.كما ندعو الأمن والشرطة والجيش الي توخي ذات الحرص في المحافظة علي الحقوق الدستورية الأخري، وحفظ الحقوق المدنية لكل الشعب كاملة،فالحقوق لا تتجزأ.

 والمقال، لن يخوض في جدال عقيم عن الإطار القانوني الذي شرع لقيام هذه المهزلة الإنتخابية،أو شرعية الدستور الإنتقالي حاليا أو قانونية ترشيح البشير،لكنني  فقط  أدعو من إحتكم وإرتضي بذاك الدستور حكما ،وبذاك المرشح فائزا ،أن يتمسك بالحقوق الدستورية الأخري المنصوص عليها في ذات الدستور،وفي كل المواثيق التي شكلت إطارا قانونيا لهذه المسرحية العبثية،وحقا ،إنها لاتعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور.





 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق